وصل البابا فرنسيس إلى بغداد، اليوم الجمعة الموافق الخامس من اذار لعام 2021 ميلادي, في زيارة هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان، وتستمر زيارة البابا لأربعة أيام وتهدف إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق وتعزيز الحوار بين الأديان.

ومن مدينة أور التاريخية في محافظة الناصرية التي تبعد أكثر من 300 كم عن العاصمة العراقية بغداد دعا البابا فرنسيس اليوم السبت إلى "احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان"، خلال الصلاة التي أقامها في منطقة ترابية قريبة من زقورة اور التاريخية، والتي يعتقد أن النبي إبراهيم ولد فيها. 

إن زيارة البابا هي زيارة تاريخية لها تأثيرات كثيرة وكبيرة على كل المستويات الأمنية والسياسية والتجارية والثقافية في الراق خصوصاً والشرق الأوسط عموماً ولاسيما بعد أن التقى البابا بشخصيات دينية منها المرجع الشيعي السيد على السيستاني حيث أجمع الطرفان على أهمية العمل الجاد للدفع باتجاه استقرار العراق.

ولقد سبقت زيارة الباب الكثير من الإجراءات الأمنية الاحترازية والكثير من عمليات الترميم والتعمير والتبليط وأنا بصفتي عراقي ومتابع للشأن الخدمي من داخل العراق وجدت أن كل هذه الجهود هي محط إهتمام وتقدير للجهات التي قدمتها إبتداءاً من رئاسة الوزراء مروراً بمديرات واقسام وشعب دوائر البلديات في المحافظات التي سيزورها البابا.

كل هذه الجهود العمرانية اثارت انتباهي وأثارت انتباه كل العراقيين في الداخل والخارج حتى ان بعض المواطنين العراقيين في المحافظات الأخرى طالبوا البابا بزيارتهم لكي تصل لهم بالمحصلة حملة الاعمار والترميم.

وكان لافتاً تبليط بعض الطرق الترابية التي تصل قلب العاصمة العراقية بغداد بالمناطق الاثرية والسياحية التي سيزورها البابا وهنا أجد ان هذه المناطق سيتحول ترابها إلى ذهباً لان قيمتها العقارية سترتفع يوماً بعد يوم ومؤشرات هذا الارتفاع هو الاتي:

1. عاد العراق من جديد ليكون محط إهتمام العالم باسره حيث أشار تقرير من أحد المراكز البحثية ان أكثر من 380 قناة تلفزيونية عالمية نقلت احداث هذه الزيارة ولازالت تنقل.
2. زيارة البابا دفعت باتجاه تفعيل وتنشيط السياحة الدينية والتاريخية من داخل ومن خارج العراق خصوصاً أن العراق في كل محافظاته يحتوي على الكثير من الصروح والمشاهد  الدينية والتاريخية وهذا ايضاً دلالة لطول المدة الزمنية التي تستغرقها زيارة البابا وهي 4 أيام.
3. بتفعيل السياحة والضغط باتجاه إجراء الإصلاحات السياسية وحملات التعمير والترميم ستكون المناطق السياحية محط انتباه للمستثمرين من داخل وخارج العراق.

مما تقدم أعلاه نجد ان أسعار العقارات في العراق للمناطق السياحية والدينية والتاريخية ستتأثر بارتفاع ملحوظ وهذا ما نتوقعه في الأيام القادمة.

إذن استنتاجنا هو رسالة مشجعة للمستثمرين في الداخل والخارج للبدء بإعداد خطط استثمارية للمناطق السياحية وخصوصاً الدينية منها في المناطق والمحافظات التي تشهد استقراراً امنياً أكثر. حيث قد تشمل هذه الاستثمارات بناء فنادق فخمة ومجمعات سياحية ومتاحف وقُرى سياحية ومراكز تجارية وخطوط نقل لكل المناطق السياحية في العراق.